شيماء دراز تكتب : أنثي شرقية

أولد أنثى بمجتمع شرقى ليصبح الذنب الوحيد الذى جنيتة حتى يعاقبنى المجتمع .

فيتلو عليا احكاما وينفذها طوال سنوات عمرى والسبب أنى أنثى شرقية .
فعند ولادتى لاالقى قبولا كأخوتى الذكور فقط لأنى أنثى .
يسرع المجتمع منذ نعومة أظافرها لقتل ملامح الأنوثة بها والجريمة أنها أنثى .
ثم يقرر المجتمع زواجها دون إرادتها فلا يعطيكى القرار بمتى ترتبطى أو بمن فيفرض عليكى وقتا ووضعا.
ويحولك لأداة تنتج أطفال. أطفال لا تملكى قرار تربيتهم ليفرض عليكى أيضا طريقة تربيتهم ,ويجعلك أداة بيده لتقومى بتكرار تجربة قهرك كأنثى عليهم.

وعندما تتزوجى فتنتهى حياتك عند هذا الحد لتتحولى لزوجة فلان وام فلان تعطى حياتك لهما _يقولوا لك اصنعى وابنى ابناءك وحققى احلامهم ولكن كيف ابنيهم ولم اكمل بنائى بعد ولم احقق حلمى كيف اكملهم واصبحت مكسورة ابنيهم ام ارمم نفسى
(دائما المكسور بيطلع جيل فاشل مكسور زية لتعيشى وتموتى ولم تفعلى سوى انجاب اطفال لم تربيهم )
اختصرنى فى انجاب الاطفال فقط .
وتناسانى لأصبح ظل ذكره الذى أختارة لى فيجب أن أفعل هذا وهذا فهذة رغباتة يريد ويريد ولكن ماذا اريد انا .

مجتمعى ينصب قاضيا ظالما عندما تخرجى من تجربة فاشلة و تحاولى البدء فتجدى الجميع لايرى نجاحك بل يرى فقط فشل التجربة فيصنفك انثى لستى بنظرهم بماحققتى من علم وعمل أنت بنظرهم أنثى فقط مهنتك انجاب اطفال نعم مهنتك انثي .
لاتفعلى هذا وذاك سوى بعد الارتباط
تمضى لتكمل حياتها فتحاصرهاالسنتكم ونظراتكم تعتصرها كلماتكم
الفتاة بمجتمعى لاتعطى رائيا ولاتملك فكر هى فقط مجرد تابع تؤتمر فقولها عورة كصوتها
بل اسمها عورة _اسمها الذى ظل يلازمها سنوات يجب ان تتحلص منة وتصبح (المدام او الجماعة ) تتحلص من هويتها من اجل مجتمع يرفضها لا يحتويها .
متى كان الاسم عورة ؟الم يقل المصطفى علية السلام عندما سئل عن من يحب فاجاب عائشة فلم يكن اسمها عورة .
وعندما ترفض الأنثى قيود مجتمعى تصبح متمردة ويقام عليها الحد حدا فكريا ومجتمعيا .

مجتمعى الشرقي يمنع الكثيرات حقهن بالتعليم او العمل بل قد يصل الامر حد الحرمان من الحياة لكى لاتكون فريسة لرجل يرضى رجولتة فيحبسها مجتمعى داخل جداران بل يقيم عليها الحد إن أخطا الرجل وأفترس أنوثتها مجتمعى يعاقب الضحية فقط لانهاانثى .
مجتمعى يرفض أن تعبر عن مشاعرها أو رغبتها فهى أنثى شرقية فمتى صرحت بذلك أتهمت بإنعدام الأدب والدين والدين بري منهم.
مجتمعى يطلب منها ان تتنصل من كل الأصدقاء والمعارف فتيات او ذكور على حد سواء لتقترن بذكر أختارة لها المجتمع مسبقا ,ذكر يجب ان يظل هو فقط محور تفكيرها دون ان يفكر المجتمع ماذا قدم هو ايضا لها ,يطلب منها ان يصبح كل اهتمامتها بينما يذيل اسمها قائمة اهتماماته _وهذا فى حالة وجود اسمها بالقائمة فبعضهم يعتبرها ملكية خاصة لانوليهااهتمام فيكفى صك شرائوها والمجتمع والاهل شهود علية.
يطلب منها الطاعة العمياء لاوامر لاتستطيع نقاشها
فقط هو يحترم جسدها بينما لايولى عقلها اهتمام نعم فعندما تطاء قدماها المنزل الشرقى تصبح خادمة بالنهار وانثى ترضى رغباته متى ما شاء
رغباتة هو وليس هى
مجتمعى يطلب من الأنثى ان تتزين وتبتكر بتلوين وجهها وتحويله للوحة ممسوخة فقط لترضيه تحافظ على قوام وجسد لتسلمة اياه
وتكن دائما هادئة ومبتسمة مع لمحة خجل لاتفارق عيناها ليرتضى بها
لكن ماذا يطلب المجتمع منه هو !!؟
فقط ان يكون رجل رجل شرقى.
مجتمعى لا يعامل أنثاه سوى بالدماء فلا يرضى غرورة سواء نزيف دمائها فعندما يجردها من ملامح أنوثتها بطفولتها يجب أن تسيل دمائها ويطالبها بدماء ليثبت عفتها بل ويهدر دمها عندما يعلن أنها أخطئت بنظرة.

عفوا مجتمعى ستذوب قيودك يوما ما .