”جميلة بوحيرد” في احتفالية تكريمها: محبة كبيرة من شعب عظيم وكريم

تصوير: نورهان محسن

 

"أعرف أنكم ستحكمون عليّ بالإعدام، لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم، ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة" جملة خلدتها ووثقت نضالها، وحفظها عن ظهر قلب أجيال متعاقبة، فأصبحت قائلتها المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد أيقونة ورمز لمواجهة المستعمر وحب الوطن ورفض الظلم.

بعد أكثر من 55 عاما، ما زال نضال الجزائرية بوحيرد باق، يدرسه الطلاب ويدركه محبو الأوطان، فعلى كلمات ونغمات "الوطن الأكبر"، وموسيقى النشيد الجزائري، منح المجلس القومي للمرأة تكريما للمناضلة جميلة بوحيرد، في احتفالية بها بمقر المجلس، أمس، حضرها عدد من الإعلاميين والسياسيين من بينهم الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، وزينب الكفراوي، المناضلة البورسعيدية.

 

 

يأتي الاحتفال، في ظل استضافة جميلة بوحيرد في مصر في أعقاب تسمية الدورة الثانية لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة باسمها، توثيقا لنضالها وتكريمها لها، التكريم الذي تُفضل أن يكون ترحيبا، كما قالت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، في كلمتها "لا تفضل التكريمات والظهور الإعلامي.. نحن نحتضن اليوم ملهمة حين نسمع اسمها نستحضر أسمى معاني النضال والتضحية والشجاعة".

 

 

وقالت مرسي، في كلمتها، عن بوحيرد، التي ساهمت بشكل مباشر في الثورة الجزائرية، وعاشت سنوات في سجون الاحتلال الفرنسي، ذاقت خلالهم العذاب، فصارت رمزا خالدا للكفاح من أجل الحرية، فأحبها الشعب المصري وارتبط بها، وأصبحت ملهمة للشعراء بما يقرب 70 قصيدة كتبها شعراء الوطن العربي.

استقبلت المناضلة الجزائرية التكريم بدموع وتأثر شديدين، وقالت كلمات مقتضبة بلهجة جزائرية حاولت أن تبدو واضحة "فرحتوني بمحبتكم.. مصر مننا في الحقيقة، وشعبها العظيم عمرنا ما ننسى تضامنهم معنا.. محبة كبيرة من شعب عظيم وكريم".

 

 

ووسط احتفاء الحضور، أهدتها وزيرة الثقافة والمجلس القومي للمرأة درع تكريم، وتطرقت المناضلة المصرية البورسعيدية زينب الكفراوي إلى كفاحها ومدينتها ضد العداوان الثلاثي، حين كانت تشارك الحرس الوطني الدفاع عن أرضها، فتعلمت حمل السلاح وفنون القتال وتبنت توزيع المنشورات ونقل الذخيرة والسلاح وجمع التبرعات لتسليح الجيش تحت شعار "سلح جيش أوطانك واتبرع علشانه وعلشانك"، ووجهت تحيتها لمناضلة الجزائر وقالت "الستات هي الأساس.. المدينة العظمى ليست بالبنيان، ولكن بأمهات حازمات".

 

 

ألقت هدى عبد الناصر، ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كلمة ترحيب بجميلة بوحيرد "لما عرفت بتكريم المناضلة جميلة، عزمت نفسي على الحضور"، وتم عرض فيلم أحضرته عن زيارة جميلة بوحيرد لمصر بعد استقلال الجزائر، واستقبال جمال عبد الناصر لها، وزيارتها للمعالم الأثرية، وقالت هدى "كانت بوحيرد دايما كانت المز لكل بنات جيلي في العالم العربي"، في حين أشادت بها النائبة البرلمانية مي محمود، وتذكرت مقولة المناضلة الجزائرية عندما قالت "حريق في البطن، ولا بعاد عن الوطن".