نرمين النمر تتجه للعمل الحر في مصر بـ الحريفة

من رغبة شخصية في التخلص من روتين العمل اليومي، والبحث عن فرصة للعمل الحر بعيدا عن مكتب وساعات عمل محددة، تمكنت نرمين النمر من أن تطلق منصة "الحريفة" لتطور مهارات أصحاب الأعمال المستقلة، وتكون وسيلة لحصولهم على فرص من العملاء المناسبين، وتضمن لهم حقوقهم.

على مدار 7 سنوات تلت تخرجها من كلية الإعلام- أخبار اليوم، عملت نرمين في مجال التسويق والعلاقات العامة بشركات مختلفة "أغلب مديري الشركات صعب التعامل معاهم، ومفيش إدارة جيدة، ده غير الموظفين اللي ميستحقوش مناصبهم" كانت تلك خلاصة تجربة عمل نرمين في مكتب ووفق ساعات عمل محددة، فقررت أن تبحث عن طريقة أخرى تستوعب طاقتها بدلا من إهدارها في التواجد في مكان واحد لوقت طويل.

بعد انتشار فكرة العمل الحر، واستغلال الوقت الذي يمضي في المواصلات والتنقل إلى أماكن العمل، قررت أن تبحث نرمين عن فرصة، فتركت عملها المستقر، وانضمت لمجتمع الـ Freelancers، "لما بدأت أدور ملقتش منصات قوية للمصريين يقدروا يلاقوا فيها الفرص، رغم أن الفريلانسر (المستقلين) المصريين كتير، لكن العملاء مش بيلاقوهم"، وهو ما جعل نرمين تشعر بضرورة وجود منصة تساعد مَنْ يعملون بشكل حر، وتوفر لهم الفرصة لتطوير إمكانياتهم.

اقرئي أيضا: روان خالد نوبية تصور الأطفال لتظهر جمال المحروسة

منصة الحريفة

شركة الحريفة

"الحريفة"، لأن كل مَنْ تعرفت عليهم نرمين كانوا "حريفة" في تأدية أعمالهم، فيتقنون عملها باحترافية، فققرت أن تجمعهم على منصة الحريفة، التي بدأتها في أبريل 2018، بمجموعة على موقع فيسبوك باسم Freelancers Hub تضم المستقلين والباحثين عن فرص للعمل الحر، وأصحاب الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة الذين يريدون مَنْ ينجز لهم أعمالهم ويشاركهم في إتمام مهام في مشروعاتهم بشكل جزئي، دون الحاجة إلى توظيفهم بشكل دائم.

من المنتظر، أن يتم إطلاق موقع الحريفة الإلكتروني مع بداية العام الجديد، الذي أسسته نرمين ليكون وسيلة تدعم السيدات للعمل من المنزل، وتوفر لهم فرص في مجالات التكنولوجيا والكتابة والترجمة، كما ترى في الموقع فرصة جيدة ليجد طلاب الجامعة فرص عمل تطور إمكانياتهم، وتُكسبهم الخبرة، كما تطلعهم على نماذج استطاعت النجاح في العمل الحر من خلال "حكاية حريف".

استطاعت نرمين أن تُطلق "الحريفة" كشركة ذات مسئولية محدودة، كما أن لها هدف مجتمعي تعمل على تحقيقه، "هدفنا نحارب فكرة البطالة، ويقدر كل شخص يزود دخله، ده غير تطوير مهاراتهم"، فالمنصة تعمل على توفير ورش عمل لتدريب المستقلين على مهارات التسويق، وكيف يمكنهم أن يعرضوا ما يقدمونه بطريقة جيدة قادرة على جذب العملاء، كما تضيف لهم طرق التواصل وبناء شبكة واسعة من المعارف في المجال الذي يعمل به.

"لازم الفريلانسر يكون عنده صبر، ويقدر يعمل لنفسه اسم وسمعة كويسة، الموضوع فيه مخاطرة كبيرة، ومش أي حد يكون مستقل"، لذلك اهتمت نرمين أن تدرس السوق جيدا، وأخذت عدد من الدورات التدريبية في ريادة الأعمال والتقت بكثير من رواد الأعمال، وحرصت على حضور الفعاليات المتعلقة بالمشاريع الصغيرة، وتمكنت من توسيع دائرة معارفها، وبناء شبكة من المهتمين بفكرتها.

تعرفي على: شيماء أبو زيد أول مصرية تعمل مفي سيرن للأبحاث النووية

في خلال سعيها نحو بناء شركتها، تمكنت نرمين من تطوير مهاراتها، وباتت تُشبه العاملين المستقلين بالشركة المتنقلة، فالمستقل هو مَنْ يقوم بكل الأدوار لنفسه وبنفسه، وتعتبر شركتها منصة لتواصل المستقلين مع اصحاب الأعمال بطريقة احترافية وتضمن لهم الحصول على مستحقاتهم المالية، وتضمن لصاحب العمل أن يحصل على عمل بجودة عالية.

"االفريلاسر دايما كانوا بيواجهوا مشكلة أنهم يضمنوا حقوقهم من العملاء بره مصر، بسبب القوانين والعقود، وعمليات النصب أحيانا"، لذلك تعتبر الحريفة حلقة وصل يضع بها المستقلون حافظة أعمالهم، ويستعرضون المهارات والأعمال التي يمكنهم أن يقوموا بها، وعلى صاحب العمل أن يختار الشخص المناسب له، وفور الاتفاق، يودع صاحب العمل المبلغ المحدد لدى الحريفة، حتى ينتهي المستقل من عمله، وبذلك يشعر كل طرف بالرضا.

"أخدت خطوات كويسة في المشروع، وبقيت بصحى كل يوم عندي هدف، حياتي بقت أصعب لكن أحسن" لذلك تعتبر أن اختيارها للعمل الحر كان موفقا، ومؤثرا في حياتها على المستوى الشخصي والمهني، واستطاعت أن تكبر فريق العمل في الشركة، التي خدمت أكثر من 100 عميل، ووفرت الفرص لـ 150 فريلانسر.