مفهوم التعلم النشط وعناصره وأهدافه

تتعدد استراتيجيات وطرق التعليم، منها التقليدية والتي لا تتجاوز المُلقي والمتلقي، ومنها التي تعتمد على المتلقي باعتباره عنصراً حيوياً في عملية التعلم، ويتفق ممارسون تربوين على كون طريقة التعلم التي تسعى لإشراك المتعلم فيها هي الأكثر نجاحاً وفعالية وهي التي تصنع تعليماً حقيقياً عكس التقليدية والتي تشبه أسلوباً تلقينياً أكثر منه تعليمياً.

مفهوم التعلم النشط

التعليم النشط هو فلسفة تربوية تهدف الى تنشيط وتفعيل دور المتعلم في العملية التعليمية بشكل إيجابي وجعله أساسياً بتعليمه أسلوب التعلم الذاتي، واكتساب المهارات التعليمية من خلال البحث والتجريب بعيداً عن أساليب التلقين البالية، وذلك باستخدام مهارات التفكير العليا مثل التحليل والتقويم والتركيب، اعتماداً على أنشطة مبتكَرة تستلزم البحث والتجريب والتعلم الذاتي والعمل الجماعي والفردي لاكتساب المهارات والحصول على المعلومات والقدرة على حل المشكلات، ويقتصر دور المعلم على الإشراف والتشجيع ومساعدتهم على بناء شخصياتهم.

بعبارة أخرى فإن التعلم النشط ينطلق من استعداد المتعلم وقدراته، ويرتبط بحياة المتعلم واهتماماته، ويقوم على تفاعله مع بيئته ومحيطه ولا يقتصر على المدرسة بل على المنزل أيضاً والنادي وغيره.

استراتيجيات التعلم النشط

تعتبر منظومة التعلم النشط بناءاً لبعض الاستراتيجيات التي تساعد الطلاب في المواقف التعليمية ومنها

التوقف المؤقت لاسترجاع المعلومات

من خلال إيقاف الشرح في الحصة الدراسية لدقيقتين كل ربع أو ثلث ساعة وتشجيع الطالب على مراجعة ومناقشة المعلومات وصياغتها وفق طريقته مع زملائه في الصف أو كتابتها، وهذا يساعد في تحسين الذاكرة طويلة الأمد ورفع مستوى التعلم مقارنة بالحصص التقليدية.

عرض المسألة المهمة

حيث يقوم المشرف بعرض المسألة المهمة وطلب التنبؤ بنتيجتها او حلها، وطرح الأمر للمناقشة والجدال، ثم عرض النتائج الفعلية ثم المقارنة بينها وبين التنبؤات والتصورات التي طرحها الطلاب والمناقشة، هذا يساعد الطلاب على فهم الأخطاء ورفع قدرتهم على إعادة النظر والتفكير فيما قد حللوه في السابق.

التفكير في مجموعات ثنائية

حيث يقسم الطلاب لمجموعات ثنائية وطرح أسئلة عالية المستوى، ومنح وقت قصير - دقيقة مثلاً - للطلاب للتفكير في الإجابة، ثم عرض الإجابة ومنح وقت آخر - دقيقتين مثلاً - للتفكير في شرح الإجابة التي قدموها، وتساعد تلك الطريقة الطلاب على شرح أنفسهم أكثر وتفسيرالإجابات التي قدموها.

الإجابة خلال دقيقة

حيث يُطرح سؤال للطلبة ويُطلب منهم التفكير في إجابته في خلال دقيقة واحدة، ثم تتم مشاركة الإجابات والنقاشات بشكل جماعي، حيث يعلم ذلك الطلاب التعبير عن أفكارهم دون تردد أو خجل.

تسلسل الأفكار

حيث يتم تعزيز التفكير المنطقي لدى الطلاب من خلال تقديم تمارين تساعدهم على بناء الأفكار والخطوات بشكل متسلسل.

خريطة المفاهيم

وهي تعتمد على اكتشاف العلاقات والروابط بين المفاهيم المختلفة، حيث تبدأ بكتابة المفاهيم الأساسية المختلفة في دوائر، ثم الربط بينها من خلال الأسهم مع توضح الروابط مع تلك الأسهم، ويساعد ذلك الطلاب على إيجاد الحلول المتعددة للتساؤل الواحد من خلال تحليل العلاقات بين المفاهيم المختلفة.

تصنيف الفئات المختلفة

حيث يتم عرض مجموعة من الصور والمعادلات والمصطلحات ثم طلب فرزها وتصنيفها لفئات محددة داخل جدول بشكل سريع.

أسئلة اختبارية

تساعد تلك الاستراتيجية الطلاب على صياغة مجموعة من الأهداف للعمل على تحقيقها من خلال الموضوع الذي يدرسونه، من خلال طلب كتابة مجموعة من الأسئلة تحقق تلك الأهداف المُصاغة، ثم نقاشهم حولها لتكون دليلهم الدراسي في المادة التي يدرسونها.

دراسة حالة

حيث يتم طرح قضية معينة على الطلاب، وطلب منهم حلها، عن طريق جمع كافة المعلومات عنها والبحث فيما ينقصهم من بيانات ثم التفكير في قرارات محتملة لحلها وتحليلها ودراسة النتائج المترتبة عليها من خلال تقسيم الطلاب لمجموعات، وإتاحة الفرصة لتبادل القرارات والاستماع لمختلف الاستنتاجات والإجابة على الاستفسارات المختلفة.

الملصقات

حيث يتم منح كل مجموعة من الطلاب فرصة لتقديم أفكارهم على ورق ثم إلصاقها على الحائط ووقوف أحدهم لشرحها، والمناوبة على ذلك بين الطلاب وتنقل باقي أفراد المجموعة بين ملصقات المجموعات الأخرى للإطلاع والاستفادة من الأفكار المختلفة.

عناصر التعلم النشط

القراءة
وتعتمد على القراءة الفعالة، من خلال تطبيق التعلم النشط لتحسين عملية فهم النصوص المقروءة من خلال تطوير قدرة التركيز على المعلومات الهامة.

الكتابة
حيث تساعد الطلاب على تلخيص المعلومات بطريقتهم الخاصة.

الاستماع والمناقشة
يصبح الاستماع مفيداً للطاب عندما يربط المعلومات التي يتلقاها أثناء الاستماع بالمعلومات التي يعرفها مسبقاً، ويعتبر التحدث والمناقشة من العوامل التي تجعل الطالب مكتسباً لمهارات النقاش وترتيب الأفكار.

التأمل
يعتبر منح الطلبة فرصة في نهاية الحصة قبل الحصة التي تليها فرصة على ربط المعلومات الجديدة التي تلقوها للتو بما يعرفونه مسبقاً من قبل.

طرح الأسئلة
يُنصح بتجنب طرح الأسئلة مباشرة على الطلاب، حيث يجب على المعلم طرح التساؤلات بأسلوب يستدعي استخدام مهارات التحليل والتقييم والابتكار لدى الطلاب بما يحفز الفكر النقدي لديهم وتنمية مهارات اتخاذ القرارات وحل المشاكل.

التقييم الذاتي
يساعد تشجيع المعلم للطلاب لتقييم أنفسهم على معرفة نقاط التميز والضعف لديهم وتقويتها، وتحديد أهدافهم، كما يؤثر أسلوب التقييم الذاتي إيجابياً على الاستقلال العقلي والنفسي للطالب.

أهداف التعلم النشط

• تحفيز الطالب على اكتساب مهارات التفكير المختلفة والقراءة الناقدة.
• تشجيع الدافع الداخلي للطالب على التعلم الذاتي وحل المشكلات بنفسه وطرح القضايا والأسئلة.
• إكساب الطالب مهارات التفاعل والتواصل والحوار والمناقشة، وكذلك مهارات الحصول على المعرفة وتطبيق استراتيجيات التعلم المختلفة.
• تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم بجعلهم هم الخطوات التي تسير عليها عملية التعلم، وإفادتهم بخبرات عملية مرتبطة بالحياة الواقعية.
• إكساب الطلاب مهارات اجتماعية من الصعب اكتسابها في الصفوف التقليدية مثل تحمل المسؤولية وضبط النفس ومهارات التواصل.
• تنمية الرغبة لدى الطالب في البحث والتقصي والتساؤل، وهو ما لا يتحقق إلا بتشجيع فضوله الطبيعي، وهو من الصعب تحقيقه أيضاً في الصفوف الدراسية التقليدية.